أرجو قراءتها حتى النهاية
غابة بها حمار وأسد وثعلب ، الأسد - كالعادة - ملك الغابة وكان جائعاً ، وكان معه الثعلب الذي لا يفارقه في حلّه وترحاله وكأنّه رئيس وزرائه .
قال الأسد: يا ثعلب اجلب لي طعاماً وإلا اضطررت لأكلك .
قال الثعلب: تأكلني لا لا ، الحمار موجود حالاً أجرجره لك حتّى تأكله .
قال الأسد : بسرعة ولا تتأخّر عليّ .
ذهب الثعلب إلى الحمار ، قال له: إنّ الأسد يبحث عن ملك للغابة فاذهب معي حتّى تتقرّب منه (ممكن تصبح أنت الملك).
قال الحمار: هل أنت متأكّد يا ثعلب؟
قال الثعلب: نعم .
'وأخذ الحمار يفكّر بالمنصب الّذي ينتظره فرحاً بفرصة عمره
وأخذ يبني شكل وهيئة مملكته وحاشيته من الأحلام الورديّة الّتي حلّقت به في فضاء آخر'. طبعا وصل الحمار عند الأسد وقبل أن يتكلّم قام الأسد وضربه على رأسه فقطع أذنيه ، ففرّ الحمار على الفور ، وهكذا فشلت خطّة السّلام الأولى .
قال الأسد: يا ثعلب اجلب لي 'الحمار' وإلا أكلتك أنت .
قال الثعلب : سأحضره لك ولكن أرجو أن تقضي عليه بسرعة .
قال الأسد : أنا بانتظارك .
راح الثعلب للحمار مرّة ثانية وقال له: صحيح أنت حمار ولا تفهم ، كيف تترك مجلس ملك الغابة وتضيّع على نفسك هذا المنصب ، ألا تريد أن تصبح ملكاً ؟
قال الحمار : العب غيرها يا ثعلب تضحك عليّ وتقول أنّه يريد أن ينصّبني ملكاً ، وهو في الواقع يريد أن يأكلني .
قال الثعلب : يا حمار، هذا غير صحيح هو حقّاً يريد أن ينصّبك ملكاً ولكن تمهّل ولا تستعجل .
قال الحمار: إذاً بماذا تفسّر ضربته على رأسي ، حتّى طارت أذناي؟
قال الثعلب: أنت حمار يا حمار ، كيف ستتوّج وكيف سيركب التاج على رأسك ، كان يجب أن تطير أذناك حتّى يركب التاج على رأسك يا حمار .
قال الحمار: أمممم صدقت يا ثعلب ، سأذهب معك إلى الأسد الطيّب الّذي يبحث عن السّلام .
رجع الحمار برفقة الثعلب إلى عرين الأسد مرّة ثانية .
قال الحمار: يا أسد أنا آسف ، فلقد أسأت الظنّ بك .
قال الأسد : بسيطة لم يحصل شي .
قام الأسد من مكانه واقترب من الحمار ثمّ ضربه مرّة ثانية على مؤخّرته فقطع ذيله ، ففرّ الحمار مرّة أخرى .
قال الثعلب : أتعبتني يا أسد .
قال الأسد 'متذمّراً : اجلب لي الحمار وإلا أكلتك .
قال الثعلب: حاضر يا ملك الغابة .
وهكذا تكون قد فشلت محاولة السّلام الثانية .
رجع الثعلب للحمار وقال: ما مشكلتك يا حمار ؟
قال الحمار: أنت كذّاب وتضحك عليّ ، فقدتُ آذاني ثمّ فقدتُ ذيلي ، وأنتَ لا زلتَ تقول يريد أن ينصّبني ملكاً ، أنت كذاب يا ثعلب .
قال الثعلب: يا حمار شغّل عقلك ، قل لي بالله عليك كيف تجلس على كرسيّ العرش وذيلك من تحتك ؟
قال الحمار: لم أفكّر في هذه ولم تخطر على بالي .
قال الثعلب: لهذا ارتأى الأسد ضرورة قطعه .
قال الحمار : أنت صادق يا ثعلب ، أرجوك خذني عنده لأعتذر له وحتى نرتّب الأمور .
أخذ الثعلب الحمار معه إلى الأسد مرّة ثالثة .
قال الحمار: أنا آسف يا أسد ، ومستعدّ لكلّ الّذي تطلبه منّي .
قال الأسد: لا تهتمّ هذه مجرد اختلافات في وجهات النظر .
قام الأسد وافترس الحمار من رقبته والحمار يصيح أين التاج .. أين التاج.. أين التاج وعند ذلك لفظ الحمار أنفاسه الأخيرة .
قال الأسد: يا ثعلب خذ اسلخ الحمار واعطني المخّ والرّئة والكلى والكبد .
قال الثعلب: حاضر .
أكل الثعلب المخّ ورجع ومعه الرّئة والكلى والكبد . قال الأسد : يا ثعلب أين المخّ ؟ قال الثعلب : يا ملك الغابة لم أجد له مخّاً .
قال الأسد : كيف ذلك ؟
قال الثعلب: لو كان للحمار مخّ لم يرجع لك بعد قطع أذنيه وذيله .
قال الأسد : صدقت يا ثعلب فأنت خير صديق .
وهكذا نجحت خطّة السّلام الثالثة .
الممثّلون
الأسد: اليهود
الثعلب: أمريكا
الحمار: غنيّ عن التعريف