نسبت
صحيفة تايمز اللندنية إلى رونن بيرجمان الخبير الصهيوني في شؤون الدفاع
وصاحب كتاب "الحرب السرية مع إيران" قوله: إن حماس تعلمت تكتيكات في
الصمود أمام الكيان فدرَّبت عناصرها وتحوَّلت إلى هيئة عسكرية مهنية
ومنضبطة, وإذا ما زجَّ الصهاينة بقواتهم داخل الأحياء فإنهم سيواجهون
"عدوًّا عنيدًا".
ونقلت عن بن ييشاي مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت
لشؤون الدفاع الذي كان يرافق القوات الصهيونية الأسبوع الماضي قوله: "لقد
دهشت لمستوى استعداد حماس؛ فقد كانت هناك بنايات بأكملها تم تفخيخها، وقد
عثرنا على خريطة الدفاع عن أحد الأحياء وكيف توزعت الوحدات. وذكر أن
الوحدة التي كان يرافقها وجدت دميةً على شكل أحد مقاتلي حماس في ممر بناية
بحي الزيتون، ولو أطلقوا عليه النار لانهارت عليهم البناية لأنها كانت
مليئة بالمتفجرات.
كما ذكرت الصحيفة أن محاولات عدة لتنفيذ عمليات
استشهادية تم إحباطها، ونجح مقاوم في تفجير نفسه وهو يعانق جنديًّا
صهيونيًّا مما أودى بحياتهما معًا.
وترى تايمز أن كل ما تحتاجه
حماس لتحقيق النصر هو أن تظل حيةً وتطلق الصواريخ على الكيان حتى تنجح
جهود الضغوط الدولية لوقف العدوان، ويتناقص تأييد الرأي العام الصهيوني
لهذه الحملة الشرسة.
ونقلت الصحيفة عن أحد مقاتلي حماس في غزة
قوله إن قوات الحركة مستعدة للمواجهة أكثر مما يتوقع الكثيرون, قائلاً إن
غزة ستنفجر بركانًا تحت أقدام الصهاينة وتدمر أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.
ويضيف المقاتل واسمه محمد: "نحن جنود الله نتسابق إلى الموت بينما يخافه
الصهاينة، وقد قامر زعماء الكيان بمستقبلهم عندما دخلوا أوحال غزة
وسيُولون الدبر ويُهزمون".
وتحدث عن شبكة من الأنفاق المصممة بحيث
تمكِّن مقاتلي الحركة من الكر والفر ونصب الكمائن والاختطاف وتدمير
الآليات العسكرية التي تمر من فوق أنفاقهم، مؤكدًا أن المقاتلين يغيِّرون
تكتيكاتهم ومواقعهم بصورة مستمرة، ولا يهاجمون أبدًا من نفس المكان، كما
أن لديهم وسائل سرية للاتصال ويستخدمون اللاسلكي لتضليل جنود العدو.
وشدَّد
محمد على أن معنويات المقاتلين مرتفعة، مشيرًا إلى أن عدد عناصر حماس
الذين استُشهدوا أقل بكثير مما كانت الحركة تتوقع، مؤكدًا أنه لا يزال لدى
هؤلاء المقاتلين عدد هائل من الصواريخ المخزنة في ملاجئ سرية.
وأضاف قائلاً: "بإمكاننا أن نستمر في القتال مهما طال أمده وحتى أشباحنا قادرة على هزيمة الصهاينة".