عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري
صلة الرحم لا تزيد كمية الرزق ولا في مدة العمر من حيث هو لأن الأرزاق مقسومة والآجال مضروبة كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنها تزيد في بركة هذا وذاك فيكثر خير الرزق ويعظم نفعه كما يكثر العمل الصالح ويوفق الإنسان إليه بما يتسبب فيه أثناء زيارته لذوي رحمه ولا سيما إذا كان من الصالحين الذين يقتدى بهم فإنه يؤثر فيهم بصلاحه فيكون له مثل أجورهم لأنه تسبب فيها وقد قال صلى الله عليه وسلم: « من أعان على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم فيكون عمره بذلك مباركا لكثرة ثوابه عند الله تعالى.
فيا عباد الله يا من آمنوا بالله ورسوله انظروا حالكم في أقاربكم:
هل قمتم بما يجب لهم عليكم من صلة؟
هل ألنتم لهم الجانب؟ هل أطلقتم الوجوه لهم؟
هل شرحتم الصدور عند لقائهم؟
هل قمتم بما يجب لهم من محبة وتكريم واحترام؟
هل زرتموهم في صحتهم توددا؟ هل عدتموهم في مرضهم إحتفاء وسؤالا؟
هل بذلتم ما يجب بذله لهم من نفقة وسداد حاجة؟
أخي الكريم... أختي الكريمة: هيا استعذ بالله من الشيطان الرجيم ومن وساوس النفس وصل رحمك وأبق على الود، واحفظ العهد، وأنثر المحبة والسعادة والسلام، فَصلْ من قطعك وأَعْط من حرمك وأعفُ عمن ظلمك.
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا *** بالطوب يرمى فيعطي أطيب
[color=red]موعظة للقاطعين [/color]
كان أبوبكر رضي الله عنه ينفق على إبن خالته لأنه كان فقيرا، ولما كان حديث الإفك عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تكلم عنها ابن خالته مع من تكلموا في حقها، فلما بلغ ذلك أبابكر قطع عليه النفقة وهذا في نظرنا أقل ما يمكن فعله، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل في ذلك قرآنا كريما ليسطر لنا مثلا عظيما في التعامل الاجتماعي بين الناس فنزل قوله تعالى {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ِ} النور22، قال أبوبكر رضي الله عنه: بلى!! أي بلى أحب أن يغفر الله لي وأن يعفو عني فرد أبوبكر رضي الله عنه النفقة التي كان ينفقها على ابن خالته رغم ماكان منه في حق أم المؤمنين رضي الله عنه.
فأنظر أخي الكريم إذا كنت قاطعا لرحمك ما السبب في ذلك، مهما كان السبب فعادة لا يرقى إلى مثل السبب الذي قطع بسببه أبوبكر النفقة على ابن خالته ورغم ذلك أنظر كيف كان الرد القرآني على ذلك.
بتصرف...................
سلسلة العلامتين ابن باز والألباني