المراهقة المراهقة هى مرحلة إنتقالية من مراحل الحياة، وهى تربط بين مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ و تقع فترة المراهقة بين عمر العاشرة و التاسعة عشرة. وفيها تنضج الفتاه جسمياً ونفسياً، بحيث تنتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد. و لأن المراهقين أقل إستعداداً للمرض من صغار الأطفال ومن كبار السن، فإن مشكلاتهم الصحية لا تنال عادة نصيبها من الإهتمام. يتميزعالم اليوم بإنخفاض سن بدء البلوغ، والإتجاه المتزايد نحو تأخير سن الزواج، أصبح التحول الحضارى و التنقل و التعرض لوسائل الإعلام أكثر شيوعاً. و هذه عوامل تؤدى إلى إحداث تغييرات كبرى فى السلوكيات الإجتماعية و الجنسية و ما قد ينجم عن ذلك من مشكلات قد تؤدى إلى فقد المجتمع لكثير من الطاقة و العطاء والإبتكار التي يتميز بها الشباب. الصحة فى سن المراهقة المراهقة هى فترة من العمر فريدة و حساسة، لأنها تتميز بتغيرات معينة لا تحدث فى أى وقت أخر. وهذه التغيرات هى التى تحدث فى الجسم و العقل فى سن البلوغ وهى المرحلة التى يبدأ فيها النضج الجنسى وتستعد الفتاه لممارسة حياتها بصورة أكثر نضوجاً. تبدأ التغيرات الجسدية أثناء فترة البلوغ وتتم أثناء المراحل الأولية من فترة المراهقة، وتتمثل تلك التغيرات فى إزدياد الطول، نمو الشعر في منطقة العانة و حول الأعضاء التناسلية و تحت الإبطين، ومن أهم التغيرات البدنية التى تحدث للفتاه في تلك الفترة هى نمو الثديين، نعومة فى الصوت و بدء نزول الطمث الدورة الشهرية هذا بالإضافة إلى التغيرات المختلفة فى نمو الغدة النخامية و الغدد التناسلية و التى تعود للتغيرات الجسدية الظاهرة و إلى إفرازاتها. كما يرجع إليها كثير من الظواهر النفسية التي تظهر في هذه المرحلة. تشمل التغيرات النفسية و العقلية عند الفتيات النضج الملحوظ فى الحالة العقلية وإزدياد القدرة على التفكير مع التنوع فى الميول و النشاطات. تتميز الشخصية المراهقة فى هذا السن بعدم النضج و تقلب العواطف. كما تتأثر التصرفات السلوكية إلى حد كبير بالنماذج الإنسانية التى تعجب بها الفتاه وتحاول تقليدها. حدوث الدورة الشهرية هو مرحلة طبيعية فى حياة كل أنثى وعلامة على أن الجسم بحالة جيدة و يعمل بإنتظام. إن بداية الدورة الشهرية هو التغيير الأبرز الذى يحدث للفتاة خلال فترة البلوغ، فهى مرحلة طبيعية فى حياة كل أنثى. من المعلوم أن الدورة الشهرية لا تبدأ عند الفتيات جميعهن فى العمر ذاته، فهى قد تبدأ عند البعض فى التاسعة و تتأخر حتى السادسة عشرة عند البعض الآخر، حيث إن لكل فتاة نظامها الداخلى الخاص بها و إذا بدأت الدورة الشهرية لدى فتاة قبل أو بعد فتاة أخرى فإن ذلك لا يعنى إنها طبيعية وهن غير طبيعيات أو العكس. قد تكون الدورة الشهرية غير منتظمة لفترة من الزمن، و عادة ما يحتاج جسم الفتاة إلى سنتين تقريباً لتنظيم الدورة. وتأتى الدورة الشهرية عند غالبية الفتيات كل ثمانية و عشرين يوماً تقريباً و لكن قد تأتى عند البعض الأخر كل إثنين وعشرين أو حتى ثلاثة و أربعين يوماً. تشعر بعض الفتيات بإنزعاج خلال الدورة الشهرية وذلك ما يسمى بآلام الدورة الشهرية. ويعتبر هذا الأمر طبيعياً و لا يعرف السبب فى ذلك حتى الآن و لكن يعتقد أن بعض النساء ينتجن نوعاً من المواد الكيمائية التى تجعل الرحم يتقلص مما ينتج عنه الإحساس بالمغص و ربما كانت تلك طريقة مساعدة للرحم للتخلص من بطانته. قد تشعر بعض الفتيات فى هذه المرحلة بتقلبات حادة فى المزاج و الشعور بالكآبة و سرعة الغضب و القلق و قد يرجع ذلك إلى أن الهرمونات التى تحدث التغيرات الجسدية تؤثر أيضاً على الأحاسيس و المشاعر. يمكن التخلص من آلام الدورة الشهرية و ذلك بـ - ممارسة النشاط البدنى مثل المشى لفترة طويلة أو السباحة أو تمارين التنفس العميق. - الإستحمام بالماء الدافئ سيعطي إحساساً بالإسترخاء. - تناول المشروبات الدافئة مثل الينسون و النعناع و الإبتعاد عن المشروبات الباردة. - قد تشعر بعض الفتيات بإرتياح لدى تناولهن مسكنات الألم و لكن يجب أخذ نصيحة الطبيب أو ممرضة الصحة المدرسية قبل تناول أى نوع من الأدوية. - المحافظة على النظافة الشخصية أمر هام جداً للفتيات في سن المراهقة للتمتع بمظهر لائق و كذلك للوقاية من العدوى. - غسل الوجه بإستمرار خصوصاً في حالة ظهور بثور حبوب عليه، بسبب زيادة نشاط الغدد الدهنية، و يجب تجنب إزالة هذه البثور باليدين منعاً لإلتهابها، و لكن يفضل إستشارة الطبيب بشأنها. - يفضل تنظيف البشرة بإستخدام الماء و الصابون الذى يعمل على إزالة الدهون الزائدة. و يعتمد تنظيف البشرة على نوعها حيث تختلف من بشرة إلى أخرى. فالبشرة العادية يجب أن تُغسل بالماء و الصابون الخاص بها مرتين يومياً، أما البشرة الجافة فيفضل إستخدام الصابون ذى المكونات الزيتية مع تجنب غسل الوجه بالماء الساخن لأنه يسبب جفاف البشرة. أما البشرة الدهنية فيجب إستخدام الماء الساخن و الصابون الخاص بها و الذي يساعد على إزالة إفرازات الجلد الدهنية. - غسل الشعر مراراً للحفاظ عليه نظيفاً و ناعماً سهل التمشيط حيث يتغير تركيب الشعر خلال فترة البلوغ و يزداد نشاط الغدد الدهنية على فروة الرأس مما يتسبب في جعل الشعر دهنياً. - تنظيف الأسنان و اللثة بالفرشاة و المعجون مرتين في اليوم على الأقل و خاصة بعد تناول الطعام للحفاظ على صحتها و إبقاء رائحة الفم جيدة. - الحرص على إرتداء الملابس النظيفة المناسبة لحالة الجو، وعموماً تُفضل الملابس الواسعة المصنوعة من القطن. - فترة المراهقة هى أكثر الفترات نشاطاً فى الحياة، لذلك فالغذاء خلالها له دور مهم جداً. - مرحلة المراهقة هى المرحلة الثانية للنمو السريع بعد مرحلة الطفولة، لذا ينبغى أن تزداد كمية الطعام التى يجب تناولها لتتناسب مع إحتياجتك الغذائية فى هذه المرحلة. - التغذية الجيدة هى أساس للمظهر الجيد الذى يعتبر شيئاً هاماً بالنسبة لكل فتاه فالقوام و حجم الجسم و صحة الجلد و الشعر و العيون كلها أشياء ترتبط بتناول الغذاء الصحى السليم. - التغذية المناسبة للفتاة الصغيرة مهمة جداً بالنسبة لصحتها فيما بعد عندما تصبح مؤهلة للحمل و الولادة، و أيضاً بالنسبة لصحة أطفالها. - السمنة قد تكون مشكلة هامة أثناء فترة المراهقة وذلك بسبب الإسراف فى تناول المواد الدهنية وإتباع أساليب الحياة التى تفتقر إلى الحركة و النشاط و ممارسة الرياضة. و لهذا ينبغي إتباع الأساليب الصحية فى الحياة و ممارسة الرياضة و تناول غذاء متوازن لتلافى الآثار الصحية السيئة للسمنة فى المستقبل. الفتيات اللاتى ينجبن فى سن صغيرة يواجهن هن و أطفالهن أخطاراً حية جسيمة كما إن الإنجاب المبكر بين الفتيات قد يعوق التطور الإجتماعى و التعليمى و القدرة على تحقيق المكانة الإجتماعية. يجب أن لا تحمل الفتاة قبل أن يكون تركيبها الجسدي قادراً على ذلك و قبل أن تكون ناضجة إجتماعياً و عاطفياً و نفسياً و تدل الدراسات على أن أفضل سن للبدء بالحمل يتراوح بين سن العشرين و الأربع و العشرين. أكدت الدراسات على أن إحتمال وفاة أطفال المراهقات أثناء العام الأول من حياتهم يرتفع بنسبة 40% فوق إحتمالات وفاة أطفال الأمهات اللاتى بلغن العشرين من العمر. و يزداد كذلك معدل الخطر على حياتهم خلال عامهم الثانى. كما أن الأم المراهقة تتعرض للإصابة بفقر الدم أثناء الحمل، تخلف نمو الجنين، الولادة المبتسرة و مضاعفات الولادة، فضلاً عن إحتمالات وفاتها أثناء الحمل أو الولادة. تدل الدراسات على وجود علاقة عكسية بين الخصوبة و مستوى تعليم الفتيات، فالفتيات غير المتعلمات تنجبن في المتوسط ضعف عدد الأطفال الذين تنجبهم المتعلمات و يرتبط ذلك بظواهر أخرى منها تميز مركز الفتاه المتعلمة، وإزدياد قدرتها على كسب رزقها، وتعزيز مكانتها في المجتمع و مستوى رعايتها لأطفالها. إن مسؤولية رعاية أطفال و الأسرة تجعل الفتاة الصغيرة تلزم منزلها في سن مبكرة جداً و تمنعها من التفاعل مع العالم الخارجى و تعوق تطورها كشخصية مستقلة قادرة على إتخاذ القرارات المتعلقة بصحتها و رفاهيتها بالإضافة إلى صحة أطفالها و رعايتها لهم. وإن الفتيات فى سن المراهقة هم أمهات المستقبل، لذلك فمن الضرورى أن يكونوا على معرفة بكيفية التخطيط للإنجاب و تربية ذرية مكتملة الصحة، و لتفادى أخطار الإنجاب المبكر و المتقارب الذى يعود بالضررعليهم وعلى مجتمعهم. م ن ق و ل