الأسد الحكيم

الأسد الحكيم .. قصة قصيرة للأطفال -




استيقظت حيوانات الغابة على خبر كان له تأثير كبير عليهم حيث علموا أن ملكهم الأسد مريض فذهبوا يعودونه ويطمئنون على صحته فوجدوا الفيل والنمر عند الأسد وكلهم مرضى.

فدب الرعب والخوف في نفوس حيوانات الغابة وأخذوا يتسألون: ماذا نفعل إذا اقتحم الغابة علينا عدو؟ ومن يدافع عنا؟.

علم الأسد بذكائه ما يدور في نفوس الحيوانات في الغابة فجمعهم وخطب فيهم وقال: إذا كنا نحن, أنا والفيل والنمر, مرضى ونحن أقوى حيوانات الغابة فأنتم أيضا أقوياء باتحادكم وتعاونكم في مواجهة الأعداء.

وفي يوم من الأيام تعالت صيحات الإنذار في الغابة.. القرود فوق الأشجار العالية.. والطيور في السماء.. كلها تطلق صيحات تحذير.. إذ أن هناك عدو قادم من بعيد لاقتحام الغابة.

اجتمعت حيوانات الغابة بسرعة ليروا ماذا يفعلون في مواجهة خطر مقبل عليهم ولم يحضر الاجتماع الأسد والفيل والنمر.. وذلك لمرضهم.

لقد تأكدت حيوانات الغابة من القرود والطيور أن هناك عدوا ظهر من بعيد في طريقه للغابة.. وهو كائن غريب له رأس الأسد وجسم فيل.. فتعجبت الحيوانات ماذا تفعل أمام هذا العدو وقد كان الأسد والفيل والنمر من قبل يدافعون عن الغابة ولكنهم مرضى الآن ولا يستطيعون الدفاع عنها.

حضر الاجتماع القرود والغزلان والزراف والضباع والثعالب وبقية الحيوانات واختلفت الآراء بين المجتمعين ما بين الاستسلام لهذا العدو, أو مواجهته بكل قوة وكانت معظم الأصوات تؤيد المواجهة بكل قوة.. فانطلقت الحيوانات بعد الاجتماع كل واحد يعلم دوره جيدا.

اقترب العدو الغريب من مدخل الغابة فوجد سدا منيعا من الأعشاب فتعجب من ذلك وأخذ يبحث عن طريق أخر للدخول.. لكنه فوجئ بالزرافة تخرج رأسها وعنقها الطويل من بين الأشجار وتقول: ماذا تريد أيها الكائن الغريب؟ فأجاب بكل غرور: أريد أن أكون ملك الغابة, فلقد علمت بأنكم ضعفاء وملككم مريض, قالت الزرافة: ولكننا نحب ملكنا ولا نريدك ملكا علينا, قال: شئتم أم أبيتم سأكون ملكا عليكم.. وتقدم إلى الأمام.. وهنا انطلقت إشارة البدء فإذا بالحيوانات تشعل النار في الأعشاب الجافة وإذا بالقرود تقذف العدو بحبات من جوز الهند من فوق الأشجار, والطيور تلقي عليه ما استطاعت حمله من الحصى, وأحاطت به الأفاعي من كل تجاه وقذفته بقية الحيوانات بالأحجار.. فأخذ يصرخ ويستغيث ويحاول الفرار ولكنهم قذفوه بكرات من الجلد قد مُلئت بصمغ من الأشجار فالتصقت أطرافه بالأرض فلم يستطع الفرار..

وهنا فوجئ الجميع بظهور الأسد ملك الغابة ومعه الفيل والنمر وصاح وهو يبتسم ويقول: دعوه ولا تضربوه فقد نجحتم في الاختبار.. ثم ذهب الأسد إلي الحيوان الغريب وأمره أن يخلع القناع عن وجهه فخلعه فإذا به القرد وقد ارتدى قناع أسد ولبس جلد فيل بعد أن نفخ بالهواء.. شكر الأسد القرد ثم وقف وجاوره الفيل والنمر فخطب الأسد في الحيوانات وقال:

إننا لسنا مرضى ولكني أردت أن أعلمكم أن الضعفاء إذا اتحدوا كانوا أقوى من أي عدو وقد نجحتم جميعا في الاختبار.. فرحت الحيوانات بحكمة الأسد ومن يومها عاشت الغابة في سعادة غامرة بفضل الله ثم بحكمة ملكهم الأسد..

منقول