ثائرٌ في المهد يبكي طرفه نحو السماءْ
يرسل الأنظار شزراً وجهه فيه شقاءْ
من رأى حملاً وديعاً يملء الأرضَ ثغاءْ
من رأى طفلاً رضيعاً يستحثّ الأوفياءْ
ليس يدري فيمَ يبكي ليس يدري ما البكاءْ
حوله شيماء تحكي كيف هذا الطفل جاءْ!
-***-
كيف حلّ الظلم يوماً فاستبدّ الأشقياءْ
واستباحوا كلّ عرضٍ بعد إهراق الدماءْ
لم يراعوا الله فينا لم يطيعوا الأنبياءْ
ثم يأتيني سؤالٌ فيه شيءٌ من غباءْ
كنت يا شيماءُ بكراً كيف هذا الطفلُ جاءْ؟!
-***-
لم يقيموا حفل عرسٍ أو زفافٍ بل بغاءْ
أثخنوا فينا جراحاً واستحلوا الأبرياءْ
رمّلوا فينا نساءً فاكتفينا بالدعاءْ
يتّموا الأطفال فينا دونما أدنى حياءْ
علّم الأرسال نحوي نظرةً فيها ازدراءْ
لم يكن يعرفُ حقاً كيف هذا الطفلُ جاءْ
-***-
بائع البارود يسعى للذي فيه الفناءْ
ودعاة الشر دوماً سعيهم فيه البلاءْ
لعنةُ الله عليهم كلما لاح الضياءْ
هل سيأتي بعد هذا قائلٌ لي كيف جاء؟!
-***-
أمتي لله أشكو لم يعد فيكم رجاءْ
إنما أرجو أناساً بُعدُهم ُبعد السماءْ
إن يكن فالنصر آتٍ فالذي أشكو فداءْ
ربما الآن عرفتم كيف هذا الطفل جاءْ!